مدينة كان ... في غير زمن المهرجان

عشرة أيام في الريفيرا 

كان الصباح فرنسياً نموذجياً… الحرارة سبعة عشر والسحاب الأبيض يفسح مكانه لشمس النهار، وهواء البحر البارد يسعي من الشاطئ ليزيل عن الوجوه خمول الليل، ولم تقل محطة قطار نيس جمالا؛ اجهة من الطوب الوردي بزوايا من بياض الحجر المدقوق، وكثير من عناصر الطراز الكلاسيكي الجديد، ومن الداخل المنمنمات ورسم الأسقف… كانت كالقصر. 

                   

نيس محطة رئيسية لكل من القطارات الإقليمية داخل فرنسا -  TER، والأخري الدولية عالية السرعة -  TGV ، وهذ الأخيرة تصل محطات فرنسا الرئيسية بإسبانيا وايطاليا وألمانيا وانجلترا، وكذلك كل من نيس وكان التي تبعد عنها 45 كيلومتر.


كانت تذكرة القطار بخمسة عشر يورو رغم قصر المسافة، دفعتها وأنا صاغر… اذ لم يكن من سبيل آخر، فقد أنفقت شطر الليل أبحث في النت عن بدائل، فوجدتها تكلف وقتا ومالا للوصول اليها، بينما الفندق أمام محطة القطار تماماً.  ثم بعد أن طبع التذكرة وفات أوان التراجع، نبهني الموظف أن القطار سيتأخر عن موعده ساعة، وما أن لاحظ لغتي الفرنسية بلهحة شرقية  أضاف بغلظة أن أركب قطار فرنسا المحلي (  TER)  والا أخلط ولو بحسن نية بينه وبين الفائق السرعة   TGV - والا تعرضت للغرامة...لأن تذكرة هذا الأخير أغلي... والجهل بالقانون ليس عذرا في أوروبا.

وجاء مقعدي القطار مقابل حسناء شابة... إنتبهت من شرودها حين جلست وتطلعت بابتسامة ثابتة، ووجه جميل... زاده لون نظارتها السوداء بياضاً، كنت اسعي الي التحدث بالفرنسية كلما أمكن... ثم تطور طموحي الي الصحبة إذ علمت ان وجهتنا واحدة، وبعد حديث جميل... لم يقطعه سوي التفات نحو ساحل الريفيرا كلما لاح من بين البيوت والتلال باغتني النداء الداخلي بخبر الوصول.. فأدارت أذنها نحو مصدر الصوت وأشرقت ابتسامتها أكثر، ثم أخرجت من الحقيبة عصا قصيرة راحت تشد فقراتها حتى استطالت وصارت كتلك التي يحملها المكفوفون...استوعبت المفاجأة...ولم يكن بدا من عرض المساعدة، فأجابت بأن صديقها الحميم منتظر على مقهى المحطة، فتبعتها بدافع الشفقة أو الفضول أو الاثنين معا... وأنا مندهش من سهولة مهمتها التي من جهلي حسبتها مستحيلة، كان بالأرضية بروزات معدنية على طريقة "برايل"... من رصيف القطار الي السلالم وهكذا حتي باب المحطة التي تقع في وسط المدينة، تبعتها بفضولي الشرقي كي أري ذلك البوي فريند الجلف الذي يترك هذه الفراشة تتكبد العناء لتصل اليه وهو مستريح 

 كأي محب للشاشة الفضية حلمت طويلا أن يسعدني الزمان.. وبأن أحضر مهرجان كان، ويحبذا لو دعيت الي حفل الختام.. وهذه الأخيرة من أضغاث الآحلام.


هذا المهرجان الذي يستمر 12 يوما في مايو من كل عام يدفع بزوار للبلدة الصغيرة ما بين 75 الف الي مئتي ألف، كيف تستوعبهم؟

ورغم أننا لسنا في موسم التظاهرة السنيمائية الأشهر – مهرجان كان - إلا أنه ما ان توقف القطار حتى انطلقت كالمندوه متتبعا الخريطة الي قصر المهرجانات علي شاطئ "لاكروازييت" في خط مستقيم، فكان من حسن الطالع لا يبعد من المحطة سوي خمسمائة متر

السير في شوارع كان الداخلية تسعد النفس في الحقيقة، فهي كنظيرتها في نيس جمالا... والمقاهي المكتظة رغم الشتاء غاية في الأناقة... وكذلك الجلوس، 



كان المبني المنشود في الحقيقة مخيبا لمحب للعمارة يحج اليه من بلد بعيد، لولا رأيت الناس يلتقطون عنده الصور لما لاحظته، فقد كان متواضعا في واجهته... فلا هي كلاسيكية ولا السلم مهيب الارتفاع... لو فرشت السجادة الحمراء على مبني آخر لتساويا، تطول السجادة في المهرجان من السلم إلي الرصيف ثم إلي حيث تقف سيارات النجوم فيختلف وقعه خصوصا مع الأضواء، أحس الآن بالطفل الذي رأي الملك عاريا فقال الحقيقة، وعلي يسار سلم السجادة رأيت بابا زجاجيا يدخله جمعا من الناس الأكابر يرتدون القبعات ومعاطف الفراء... وتلاحقهم الكاميرات، فدخلت في ركبهم حتى استوقفني حارس أمن لطيف لم يستوقف أحدا سواي، قال:

-         هل معك تذكرة لعرض الأزياء؟

-         وكيف السبيل اليها؟

-         يجب حجزها على موقع القاعة قبل ثلاثة شهور ودفع إحدى عشرة ألف يورو

لم أفهم، ولم أرد أن أفهم...أهذا المبلغ المهول.. ثمنا لتذكرة الدخول؟ أم هو تأمين.. للمزايدة علي الفساتين؟ وإذ لم يكن معي سوي يوروهات ميزانية اليوم الرابع.. والتي بدأت أصلا في التراجع، فقد ابتسمت في كبرياء للحارس المؤدب...وتعللت بنسيان الحجز في الموعد، وواصلت المسير بمحاذاة البحر أتأمل فن البناء غير آسف على عرض الأزياء

والحق أني منيت بخيبة منذ رأيت القصر، وأبت خيبة الأمل أن تفارقني...فالمباني على البوليفارد ليست مما يشد اليه الرحال على الأقل لهواة العمارة لولا محلات الأزياء الشهيرة تزين طوابقها الأرضية، وقد عوضني قليلا أن شهدت عملية فرش الشاطئ بالحصي وهي تتم أمام عيني فزاد اشتياقي الي رمل الشاطئ في بلادي.

كانت الشمس تتوسط وحدها السماء رغم البرودة...وان وقف السحاب الأسود في الأفق متوعدا



واضمرت في نفسي الا أعيدها...

حتي لمحت كلمة كان بحروف ذهبية أعلي تلا بعيدأ،  

 

 

 

الجلوس في المساء على أحد مطاعم ومقاهي شارع فيليكس فاور (رئيس فرنسا 1841-1899) وهو مسك ختام هذه المدينة الجميلة، فهو شارع المشاة الرئيسي علي جانبيه تصطف محلات متنوعة تغلب عليها المقاهي ومازال يحمل أضواء المعلقة منذ الجمعة التسوق، وربما تظل كذلك حتى رأس السنة التي لن أشهدها بالطبع للأسف، وان كنت اراها في خيالي    

*****

كان



 


 







وإذا كانت “نيس” هي كبرى مدن الريفيرا الفرنسية وعاصمة المنطقة الإدارية فيها فإن مدينة “كان” تضاهيها شهرة بل أنها سبقتها جاهاً وطغت عليها جمالاً لأسباب عديدة لا تخفى على كل من متع عينيه برؤيتها كونها عاصمة السينما الفرنسية حيث المهرجان السنوي العالمي الذي يتقاطر عليه أبرز نجوم الفن السابع وهو محط أنظار الصحافتين العربية والأجنبية كما أن مدينة “كان” تضم مرفأ من أجمل مرافئ الاستجمام في العالم وكذلك فإن شاطئها وهضبتها مقر لأجمل الدور والقصور وملتقى لكبار الاثرياء والفنانين كيف لا وهي المدينة التي يمتد كورنيشها الرائع “الكروازيت” في فسحة منبسطة عند سفح جبل أخضر شرقاً ولدى شاطئ البحر المتوسط غرباً فتبللها المياه الدافئة لتجعل منها مكان استجمام وسباحة في الصيف ومرتع سكون ودفء في الشتاء، ولم تكن هذه المدينة الرائعة ذائعة الصيت في القدم حيث لم تكن سوى قرية بحرية يؤمها بعض المصطافين المحليين وبعض صيادي السمك واستمرت على هذا الحال مدة من الزمن ليست بالقصيرة. 

 

تاريخ وذكريات 

وللمدينة تاريخ.. فاسم “كان” ورد في التاريخ عام 1815 يوم مر عليها الامبراطور نابليون الأول العائد من منفاه في جزيرة الألب فأقام فيها بضعة أيام قبل أن يكمل مسيرته شمالاً إلى باريس وفي منتصف القرن التاسع عشر اكتشف اللورد بروغام معالمها الرائعة وسحر مناخها وحل فيها عام 1834 ومنذ ذلك الحين بدأ السياح الإنجليز يقصدونها ولما عاد اللورد بروغام إلى بلاده أخذ يبشر ببهاء “كان” فبدأ البريطانيون يقصدونها صيفاً وشتاء ويبنون لهم فيها بيوتاً وفي أقل من نصف قرن وتحديداً بين العامين 1840-1890 ارتفع عدد سكان “كان” من أربعة آلاف إلى عشرين ألف نسمة خصوصا وأنها أصبحت في آخر القرن التاسع عشر مقراً ومرسى للمراكب السياحية والقوارب الرياضية وزوارق السباق، أما اليوم وبعد أن أصبحت مدينة “كان” ملتقى سياحياً عالمياً لم تعد تكتفي بمرفئها القديم الموجود غربي الكروازيت في موقع غير بعيد من قصر المهرجانات، بل إن الموانئ والمراسي تضاعف عددها وأصبحت المرافئ الرئيسية ــ ومعظمها في الناحية الشرقية ــ ملتقى لليخوت الجميلة ولمراكب أصحاب الملايين. 

 

ويعد مرفأ كانتو من أروع مرافئ الاستجمام في العالم، وهو يجمع البواخر الأنيقة واليخوت الجميلة التي يتباهى أصحاب الملايين باقتنائها، لقد أصبحت “كان” اليوم من أهم المدن السياحية الأوروبية حيث مهرجانها العالمي للسينما الذي يجمع كل عام وفي شهر مايو تحديداً كبار المنتجين والمخرجين والممثلين والنقاد، ولكنها في الأشهر الأخرى تحتضن مهرجانات الموسيقى والرقص والمسرح والإعلان، وملتقى اختصاصي السلع السمعية والبصرية والبرامج التليفزيونية ومعرضاً سنوياً للتحف القديمة والأنتيكات الفخمة، بالاضافة إلى أنها مركز أسواق دولية ومعارض عالمية أخرى. 

 






السلع الثمينة والكماليات 

وبفضل الانفتاح على الثقافة والفنون العالمية أصبحت “كان” مقصداً للسياحة والاصطياف تتكاثر فيها المتاجر على أنواعها بدءاً بتجارة السلع الثمينة أو الكماليات، فكل ما يباع في باريس موجود مبدئياً في “كان” مع أفضلية للأزياء الصيفية والرياضية وأدوات الصيد والنزهة البحرية على أنواعها، كما أن المصارف تتكاثر أيضا يوماً بعد يوم بسبب كثرة السياح الأجانب الذين يتوافدون على هذه المدينة، أما المطاعم فحدث ولا حرج، فمأكولات العالم بأسره موجودة في “كان” مع أفضلية بالطبع للأسماك الطازجة إلى جانب المقاهي والملاهي التي تبقى مفتوحة حتى ساعة متأخرة من الليل وبعضها حتى الفجر، بالإضافة إلى الفنادق الفخمة والمتوسطة بدءاً بالكارلتون والماجستيك والمارتينيز والنوغاهيلتون فضلاً عن جلسات التراس الرائعة في هذه الفنادق الفخمة، إلى جانب ذلك هناك شارع داخلي طويل مواز للكروازيت هو شارع أنيب المعروف بحيويته حيث يلتقي فيه السكان المحليون والغرباء ليل نهار، ويضم مجمع غراي دالبيون ملتقى قاصدي السلع الجميلة،

الأسواق العائمة- بانكوك: يالها من طريقة للتسوق


أسواق بانكوك العائمة

لا تتم السياحة لعاصمة تايلاند من غير زيارة أحد أسواقها العائمة التي تربو علي العشرين، أو علي الأقل أحد الخمسة الكبار ... وهي:

1. Damnoen Saduak Floating Market. …      دامنوين سادوك

2. Amphawa Floating Market. …                  أمباوا

3. Taling Chan Floating Market.                    تالينج شان

4. Wat Sai Floating Market. …                      وات ساي

5. Bang Nampheung Floating Market. …      بانج نامبونج




فتتضمن كل برامج السائحين لتايلند واحدة على الأقل منها؛ حيث الألوان والفوضى والنكهات
 وأجواء تجعلها تجربة فريدة من نوعها. 
هذه الأسواق كانت حلا لامهرب منه في الأراضي المنخفضة الرطبة على ضفاف أنهار بانكوك العديدة،
 حيث يعتمدون فى التنقل بل والسكن على القوارب.
ومع ذلك سيحبط الكثيرون من مسافة الوصول الى السوق
 ووقت الاستيقاظ المبكر المضحك اللازم للوصول إلى هناك بما يكفي للاستمتاع بالتجربة بشكل صحيح،
 ثم يحبط من سعر الجولة وبالتأكيد من أسعار المنتجات التى يمكن شارئها هى نفسها من المدينة بأسعار أقل.





ربما تضطر للشراء تحت ضغط القارب و استعجال طابور القوارب من خلفك

 في قنوات ضيقة لا تستوعب أحيانا سوي قارب واحد في كل اتحاه،

 لكن نصيحة المقيمين فى بانكوك هى دائما:

                                ساوم السعر... ثم ساوم،  ثم ساوم

 





 





بضائع متنوعة تشمل حتى الأعمال الفنية



قبل ختام الرحلة يتوقف القارب عند معبد صغير لبوذا في وسط الماء،

فكما للمسلمين مصلي صغير في وسط الأسواق ، أو كما التشابل عند
الكاثوليك كذلك هو هذا المعبد كي يخدم المومنين وسط نشاطهم اليومي.






















  جرار نص الليل

قصة قصيرة عن مسودة للصديق اللواء: هشام الحاوى

وكل الحقوق محفوظة  

****

قصة قصيرة الجرار


جرار نص الليل

-       اسمك وسنك ومهنتك؟

-       صابر سعيد مبروك ..

أجاب وعينيه لا تفارقان كف المخبر الغليظة التى أوقفتها اشارة يد الضابط، تأمل الملازم أول جلباب الرجل الرث والشبشب المقطوع على وقع اسمه الثلاثى فلم يجد توافقاً سوى مع الإسم الأول.. صابر.

واصل العجوز:

-       ثلاثة وستين سنة، عالمعاش من سنتين.

-       وقبل الزفت المعاش؟

-       موظف بالسكه الحديد.

التفت خلفه تفاديا لصفعة جديدة، وصحح :

-       عطشجى  

اجتاحت الضابط عصفة انسانية رائقة على غير عادة بسبب فراغ النقطة بعد منتصف الليل، أو من السيجارة المحشوة أنهاها لتوه، فابتسم فى وجه العجوز وضغط زر قلمه الشيفر فى محاولة بلاجدوى لاستكمال المحضر،  أشار الى الكرسى أمامه، فارتمى الأخير منهكا من يوم طويل ومن طريحة المخبرين:

-       المرحومة تركت لى ولد وبنتَ عشت عشانهم حتى كبرا وتزوجا.

استطرد وقد أعادته ابتسامة الضابط الى عفويتة:

-       ربيتهم وحدي بعد ماسابتنى المرحومة لغاية ما كملت المشوار، الواد فني تكييفات وشغال زي الفل، كنت باخد ماهيته واسيبله يادوب مواصلاته وبنيت له دور فوق بيتنا القديم  وجوزته. 

ثم هب بعد صمت قصير: "والله يابيه أنا ما مجنون بس هبت مني معرفش أزاي".

ارتشف الماء الذى أحضره المخبر بتلذذ كأنه عصير، وسال الماء الى حلقه المتشقق:

-       فضلت العقربة مراته تزن عليه لحد ما جاب شقه بعيد عنى، و بطل يودني أو يزورني، حتى التليفون ما بيرفعهوش.

-       وبنتك فين؟

سأل الضابط بفضول وحكاية الرجل تسير فى توازٍ مع خدر لطيف يسرى من السيجارة الثانية.

-       البت بفضل الله شغلهتا بالمعارف ممرضة فى مستشفى طنطا العمومى واتثبت من سنة عشان يبقى لها معاش بعد عمر طويل، واتجوزت روخرة عقبال السامعين دكتور فى ذات المستشفى، أصلها حلوة وشاطره

-       طب احمد ربنا.

-       حامده وشاكره، بس برضو راحت منوف مع جوزها، وشويه شويه أتمنعت من زيارتي روخرة ... قالتها لي بصراحة كده: جوزي دكتور ومش عايز حد يعرف ان حماه على قده.

أحس الضابط أن الحكاية تميل للمأساة فتململ، وانصرف الى دفتر الأحوال حائرا فى ترجمة أقوال الرجل الى الفصحى، وواصل العجوز كأنه يكلم الهواء أويكلم الكون :

-       سابوني لوحدي، والدنيا غليت والمعاش بيخلص قبل نص الشهر.

-       طيب؟

-       من يومين ضربت لى تليفون عند البقال جارنا وقالت لي تعبانه اوي يا با وعايزه اشوفك، قلبى وقعت فى الأرض والدنيا أسودت في وشي، ونسيت أسألها فيكى إيه، كأنى اتشليت

استعاد اتصال البنت انتباه الضابط من جديد وأحس أن فى القصة عادت إلى الإثارة

-       بنتي ساكنه فى محافظة ثانية ولازمها ركوب قطار وبعدين ميكروباص، والدنيا آخر الشهر، والجنيهات اللى معايا لغاية المعاش ماينزل يادوب تكفينى أكل.

خشى الضابط أن تميل القصة الى الإستجداء، فعبس وأشار اليه بالاختصار، لكن العجوز استمر فى مخاطبة الكون: 

-       فضلت يومين أدور على حد يسلفني ملقتش، قعدت على باب الجامع محدش سأل فيه، أخذتنى رجليا من غير ما أحس لقيتنى في محطه القطار والوقت نص الليل بالشبشب والجلبيه اللى سعادتك شايفهم دول، وكل اللى فى بالى صوت البت "تعبانة أوى يابا".

تسرب الضجر الى نفس الملازم أول مكان انسحاب تأثير السيجارتين من رأسه، وهو حائر فى فقرة ختام المحضر: 

-       اختصر وخلينا فى عملتك المهببة.

"ليتك يا عم صابر لم تحكي، ليتنى تركت المحضر للصول" حدث الضابط نفسه وهو يتحسر على السجائر التى أطارتها المأساة المتمثلة فى هذا الرجل المهدم، كان يأمل فى سهرة مع  فضيحة أو خيانة زوجية أو حالة تحكى لندمائة فى سهرة الخميس، وثارت شفقته على الرجل الذى انسحبت من جسده الصحة ومن عينه الضى، وهمه الأكبر بين أولاده ، لكن صوت الرجل أخرجه من شروده:

-       والله يا باشا أنا راجل مصلي وأعرف ربنا، صحيح مش دايس في الدين لكن بخاف ربنا طول عمري.

-       خلينا فى المصبة اللى عملتها، وكيل النيابة قرب ييجى، انا مش فاضيلك.

-       وأنا في محطه القطار لقيت الجرار جه وقف قدامى، ونزل السواق يشرب شاي ويجيب الزوادة عشان الوردية اللى جاية وساب الجرار بيطلع دخان، دخلته سعادتك اتحامى من البرد ، لقيت عصايه الجرار في النص عالمور،  مادريتش الا بصوت بنتى بتقول تعبانة يابا، عشقت العصاية زى زمان ورحت طالع بيه أشوف بنتي وأرجع علي طول.

قام من مقعده وواصل مع حركات يديه فى حركة دائرية، كأنه يسوق قطاراً، فانتبه الضابط والمخبرون والتفوا حوله خشية هروبه، وواصل العجوز غير ملتفت الى أحد: 

-       وشرفك يا بيه كنت حاوصل منوف وارجع على طول، أنا مش حرامى، ولو حرامى حاسرقه أروح بيه فين بعيد عن القضيب؟ حبيت أشوف آخر حاجه حلوه فى دنيتى ، مفكرتش في حاجه تانيه.

شديت الزمارة ... توووت توووت عشان يفضولى السكة زى زمان، مشيت شوبة فى أمانة الله، توووت توووت.

متفهمش المحولجى قفل عليا وللا أنا سقت طوالى بدل ما ألف، انقلب الجرار منى.. أربعين سنة فى الخدمة ماحصلتش ، لكن النصيب بقى....

نفذت بشائر الصباح من شباك النقطة مع ختام المحضر، وقام  عم صابر الى الحجز يتقدم المخبرين كأنه سيرشدهم اليه.

 

طنطا – 1984

التاريخ الشفوي الفلسطيني

خريطة المواقع والمغتصبات الصـهـيـونـية 

جهد كبير من مخلصين يدعو إلي النشر علي أوسع نطاق ممكن، حفظا للحق الذي ليس له بعد الله إلا المؤمنين به.

بين أيديكم موقع ضخم يحتوي على خرائط فلسطين التاريخية بكل قراها ومدنها وحاراتها وشوارعها وتضاريسها ومسطحاتها المائية وحدود البلدات والقرى 

يميز هذا الموقع انك بعد تحديد اسم او موقع قريةٍ ما على الخارطة يصبح بإمكانك الضغط على الزر الأبيض الذي أسفل الثلاث شرطات لتحدد خيار صورة الأقمار الصناعية... ومن خلالها ستحدد اسماء المواقع الحالية والمغتصبات الصـهـيـونـية التي انشأها الإحـتلال مكان القرى والبلدات المهجرة؛ هذه تعد من اهم الخرائط التي تتحدث عن التاريخ الشفوي الفلسطيني، إذ تحوي كذلك مقاطع  فيديو مرتبطة بكل موقع يتحدث فيها أناس وكبار السن عن بلداتهم وقراهم



أحداث ومذابح منذ العام 1948 :

  • ٢٩ تشرين الثاني ١٩٤٧ الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة رقم 181
  • ٣٠ كانون الأول ١٩٤٧ مجزرة مصفاة النفط
  • ٣١ كانون الأول ١٩٤٧ مجزرة بلد الشيخ
  • ١٤ شباط ١٩٤٨ مجزرة خربة سعسع
  • ٣ آذار ١٩٤٨ معركة نجمة الصبح
  • ١٣ آذار ١٩٤٨—١٦ آذار ١٩٤٨ مجزرة الحسينية
  • ٤ نيسان ١٩٤٨—١٥ نيسان ١٩٤٨ معركة مشمار ها عيمق
  • ٩ نيسان ١٩٤٨ مجزرة دير ياسين
  • ٩ نيسان ١٩٤٨ معركة القسطل
  • ١٣ نيسان ١٩٤٨—١٩ أيار ١٩٤٨ معارك شيخ الجراح
  • ١٥ نيسان ١٩٤٨ مجزرة حواسة
  • ١٦ نيسان ١٩٤٨ معركة هوشة والكساير
  • ٢١ نيسان ١٩٤٨—٢٢ نيسان ١٩٤٨ معركة حيفا
  • ٣٠ نيسان ١٩٤٨ معركة القطمون
  • ١ أيار ١٩٤٨ مجزرة عين الزيتون
  • ١ أيار ١٩٤٨ معركة الهراوي
  • ٦ أيار ١٩٤٨—١٢ أيار ١٩٤٨ معركة صفد
  • ٦ أيار ١٩٤٨ معركة الشجرة
  • ١١ أيار ١٩٤٨ مجزرة الخالصة
  • ١٣ أيار ١٩٤٨—١٥ أيار ١٩٤٨ معركة المالكية
  • ١٣ أيار ١٩٤٨—١٤ أيار ١٩٤٨ معركة عكا
  • ١٤ أيار ١٩٤٨ مجزرة الزيب
  • ١٤ أيار ١٩٤٨ معركة السميرية
  • ١٦ أيار ١٩٤٨—٣٠ أيار ١٩٤٨ معركة القدس
  • ١٧ أيار ١٩٤٨ معركة النبي يوشع
  • ٢١ أيار ١٩٤٨ معركة الكابري
  • ٢٢ أيار ١٩٤٨—٢٣ أيار ١٩٤٨ مجزرة الطنطورة
  • ١ تموز ١٩٤٨ معركة خربة جدين
  • ٨ تموز ١٩٤٨—١٤ تموز ١٩٤٨ معركة شفا عمرو
  • ١٠ تموز ١٩٤٨—١١ تموز ١٩٤٨ معركة عمقا
  • ١١ تموز ١٩٤٨—١٢ تموز ١٩٤٨ معارك اللد والرملة
  • ١٥ تموز ١٩٤٨ معركة المجيدل
  • ١٥ تموز ١٩٤٨ معركة البروة
  • ١٦ تموز ١٩٤٨ معركة صفورية
  • ١٦ تموز ١٩٤٨ معركة الطيرة
  • ١٧ تموز ١٩٤٨ معركة حطين
  • ١٨ تموز ١٩٤٨ معركة ميعار
  • ١٨ تموز ١٩٤٨ معركة لوبيا
  • ٢٦ تموز ١٩٤٨ معركة إجزم
  • ١ تشرين الأول ١٩٤٨ مجزرة الفراضية
  • ٢٨ تشرين الأول ١٩٤٨ معركة أسدود
  • ٢٩ تشرين الأول ١٩٤٨ مجزرة الصفصاف
  • ٣٠ تشرين الأول ١٩٤٨ مجزرة عيلبون
  • ٣٠ تشرين الأول ١٩٤٨ معركة ترشيحا
  • ٣٠ تشرين الأول ١٩٤٨ معركة ماروس
  • ٣٠ تشرين الأول ١٩٤٨ مجزرة صلحا
  • ٣١ تشرين الأول ١٩٤٨ مجزرة الحولا
  • ٣١ تشرين الأول ١٩٤٨ معركة قدس
  • ٢ تشرين الثاني ١٩٤٨ مجزرة عرب المواسي
  • ١١ كانون الأول ١٩٤٨ الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة رقم 194

*****


مراجع- نقلا عن موقع:

خريطة التاريخ الشفوي الفلسطيني 


إقرأ أيضا:

١٠٠-معلومة-مهمة-في-الأرض-المباركة

المتابعون