كلية الفنون الجميلة - قرن وزيادة من الابداع

من الجماميز الي الزمالك 

في محاضرة حضرها عدد حدود … كما كان يُفَضل المهندس الكبير حسن فتحي، ظل يكرركلمة درب الجماميز من غير ان أفهم مايعنيه، كنت التحقت لتوي بكلية الفنون أواخر السبعينات ولا أعرف كثيرا من أحياء القاهرة العريقة.


درب الجماميز لا أثر لمدرسة الفنون

كان درب الجماميـز ذو الأربعة قرون من التاريخ مهد ولادة مدرسة الفنون الجميلة المصرية الأول عام 1908، وتحديداً الدار رقم  100 المملوكة لراعي فكرتها الأمير يوسف كمال، ثم رأي الأمير أحد مؤسسى النهضة الأدبية والفنية في مصر عام 1924 بعد ذلك نقلها إلى مكان أرحب في الدرب الجديد قريبا من مسجد السيدة زينب.


البرنس يوسف كمال أحد مؤسسى النهضة الأدبية والفنية في مصر
البرنس يوسف كمال مؤسس كلية الفنون

والبرنس يوسف كما كان يُكنَي... كان سخر جُل ثروته دعما للفن والثقافة، مشاركا في تأسيس جمعية محبي الفنون الجميلة، والأكاديمية المصرية للفنون بروما، ومُهدياً اللوحات والقطع الفنية للمتاحف، والكتب النادرة للمكتبات، لكن لأثر الأمير يوسف علي الفن حديث آخر طويل.
فتحت المدرسة من يومها الأول أبوابها لأصحاب المواهب بلا مصروفات، بل كانت تتولى توفير أدوات الرسم بلا مقابل ولا شروط سوي اجتياز اختبارا للموهبة، وكانت أجيالها الأولي تضم النحات الكبير محمود مختار، والرسامان يوسف كمال ومحمد حسن وكوكبة أخري من رواد الفن التشكيلي، وكان شيخ المهندسين قد بدأ التدريس فيها عام 1930 إذ دخلت مرحلة جديدة بتمصيرها لتصبح المدرسة العليا للفنون الجميلة، ولم يعد يقبل بها إلا من اجتاز المدرسة التحضيرية بنجاح.


شاهد تصاميم الزجاج الملون

فنون جميلة الزمالك

الفيلا مبني الادارة الحالي

تتابعت خطوات التطوير علىها علي مر السنين حتى صارت الي ماهي عليه اليوم، إذ أضيفت سنة إعدادية لسنوات الدراسة الأربع لتصبح خمساً، وقصر القبول علي الحاصلين على شهادة الثانوية، وذلك بعد اجتياز امتحان لقياس قدرات المتقدم وموهبته في الفنون أو العمارة.

ولم تستقر الكلية في مكانها الحالي في الفيلا رقم 8 بشارع إسماعيل محمد رقم 8 بالزمالك عام 1835 الا بعد أن مرت على فيلا بحي شبرا بشارع خـلاط رقم 11 عام 1927، ثم فيلا رقم 91 شارع الجيزة عام 1931، كل ذلك وهي مدرسة أهلية حتى ضمت إلى وزارة التعليم العالي ســنة 1961 باسم كلية الفنون الجمــيلة، ثم ضمت إلى جامعة حلوان في أكــتـوبر 1975".

كلية الفنون الجميلة في فيلا مظلوم باشا أواخر القرن 19


وفي الصورة الخلية الأولي لكلية اليوم قبل أن يضاف اليها العديد من المدرجات والمراسم، وكانت "فيلا مظلوم باشا" نهاية القرن 19، تقف وحيدة في تلك الأيام وسط جزيرة الزمالك التي صارت اليوم من أكثر مناطق القاهرة كثافة، وان ظلت على طابعها الراقي القديم الذي طبع دارسي الكلية اضافة الي دراستهم الفن بشخصية ميزتهم عن باقي اقرانهم من دارسي الكليات الأخرى، ومازالت تلك الفيلا تخبر عن ذلك الزمن ببهو أوسط يتخلله ضوء النهار الملون بفعل شباك كبير من الزجاج المعشق.

شاهد فيديو كلية الفنون الجميلة الآن بعدسة أحد أساتذتها


متحف الفنون الجميلة ومعرضها الدائم في الكلية

متحف الفنون الجميلة ومعرضها الدائم في الكلية


لا تقتصر الاعمال الفنية علي معرض الكلية الدائم المُقام في الصالة الارضية، بل تنتشر كذلك التماثيل الجصية في حديقتها المنسقة التي هي أول ما يلقي الزائر
توالت كليات الفنون الجميلة بعد القاهرة في كل من الاسكندرية ثم المنيا، وفي كثير من البلدان والمدن العربية كبغداد والبصرة وبابل في العراق وتونس وسوسة في تونس... وهكذا، وقد بدأ معظمها كما في القاهرة سواء كمدرسة للفنون أو كمعهد قبل أن تصبح كليات للفنون تتبع التعليم العالي، وان لم تضم قسما للعمارة كما في الكليات المصرية أو كما في الفنون الجميلة بباريس (le Beaux Arts- Paris).
ولم يتوقف ابداع خريجيها على العمارة والتشكيل، بل اسهم بعضهم في فنون السينما والمسرح، كالمصمم والمخرج الكبير شادي عبد السلام، صاحب أفلام المومياء والفلاح الفصيح، الذي شارك أيضا في تصميم أفلام مصرية عديدة مثل واسلاماه، وعنتر ابن شداد، وصلاح الدين، وأخري عالمية كالفرعون وكليوباترا

*****

خاتمة

ومن مناخها الفني كذلك أن الفنون الجميلة تصبح بسبب موقعها في الزمالك في مواسم الانتخابات أحد مراكز اقتراع حي قصر النيل الذي تنتمي اليه اداريا، فيتقاطر اليها عددا من مشاهير الفن والسينما القاطنين حولها للإدلاء بصوتهم الانتخابي فيهرع إليهم الطلاب للمصافحة ومناقشة أعمالهم الفنية، ويتجالسون في برجولة وحديقتها الصغيرة في بعض الأحيان في شبه مؤتمر فني مصغر.

***** 


مراجع:




ليست هناك تعليقات:

المتابعون