الافطار:
تقدم الفنادق حتى ذات النجمة
والنجمتين افطار مع سعر الغرفة، يتكون من الكرواسون والباتيه الفرنسي الطازج، اضافة الي تشكيلة من الجِبَنُ والالبان، وهذه للسائح وجبة رئيسية تصبره الي وقت الغذاء... وأحيانا الي المساء.
لم يكن في صالة الإفطار سوي كهل فرنسي، ما إن رأي إنسان... حتى انطلق في الحديث كأنه لم يتكلم من آلف عام: سألني من أي البلاد
أنا.. وماذا أفعل هنا، وكان المطر يدق علي الزجاج ونشرة التلفاز تحذر من أمطار غزيرة ورياح شديدة، ولما كنت أسمع هذا من الارصاد كل
يوم بينما الشمس ساطعة علي الدوام... فلم اعط للتحذير اي اهتمام، أما العجوزفلم يصبر
حتى أجيب، بل استطرد أن زوجته الحالية من
بلغاريا وأنها أحسن امرأة في الدنيا، وأن أولاده الثلاثة من مطلقته تركوه،
فعلمت أنه يعاني من الوحدة، ككثيرٍ من كبار السن في أوربة،
ثم أضاف وأنا في طريقي الي الباب: أن مصر بلد جميل.. يكفي أن فيه نهر النيل.
كان المطر قد زاد في الهطول... ولولا قلة الايام لترددت في النزول، لكن رأيت الناس في نشاطهم المعتاد بخلاف أنهم يحملون المظلات،
فنفضت عني وساوس الشيطان... وتوكلت على رب الأنام، كما ان متحف ماتيس اليوم
بالمجان في الأحد الأول من كل شهر، فيممت شطر مرتفع "ارينا دي سيميز" حيث متحف ماتيس.
متحف مارك شاجال:
في موقف الحافلة رايت أمامي متحف مارك شاجال الرسام الروسي الانطباعي والذي لم يكن علي اجندتي فتوجهت اليه، وهذا ماتمتاز به مدن اوروبا عن غيرها من وجهات السفر... فاينما تولي تجد مزارا أو متحفا يستحق الزيارة
ومارك شاجال الفنان الروسي الذي عشق فرنسا أيضا هو من أعمدة الفن السريالي في القرن العشرين، ومن القلائل الذين أثروا في حياتهم مثله مثل بيكاسو
متحف هنري ماتيس Musee Matisse :
أما متحف ماتيس الشهير فعبارة عن فيلا من طراز جنوة البسيط من القرن السابع عشر، تضم 31 لوحة و 57 منحوتة
وخمسمائة اسكتش رسمها بين أواخر القرن 19 إلى منتصف العشرين؛ وقد تبرع بمعظمها لنيس التي عاش فيها أربعون عاما رغم أنه من الشمال الفرنسي، ثم دفن في النهاية في موقع "Gallo-Roman" الأثري علي بعد خطوات من هنا، وسط أشجار الزيتون والصنوبر وعلي مشهد جميل من البحر المتوسط .
التقيت هناك سائح الاسترالي كان غاضبا اذ زار بالأمس متحفا بعيدا ليري اعمال فنانا آخري فاذا به يري سريره وغليونه، وكنت أظن كل الناس تعرف الفرق بين التتحف (Museum) الذي يضم تاريخ وربما مقتنيات الفنان الشخصية، وبين متحف الفن (Art Museum) الذي يحفظ أعمال فنان أو مجموعة فنانين من
نفس الحقبة، بينما المعرض الفني (Art Gallery) فيقام لعرض أعمال فنان حي علي النقاد
والجمهور بغرض التقييم الشراء
رغم أن متحف ماتيس أهم معالم مرتفع سيميز الا أنه يضم الكثير، فعلي بعد أمتار متحفArcheologie) )، يضم مقتنيات من سيراميك وزجاج وعملات ومجوهرات وتماثيل من العصر البرونزي (1100
قبل الميلاد) إلى العصور الوسطى، كما يفضي بابه الخلفي الي موقع "الغال الروماني" والتسمية من اندماج ثقافة شعب
المنطقة " الغال" بثقافة الغزاة الرومان، والصورة لحمام
روماني للمواطنين الأثرياء والقضاة، والمبني السليم هو للحمام
الحراري يري فيه المؤرخون مستوى عالي للتكنولوجيا مقارنة بذلك الزمان
*****
دير سيميز:
كانت كنيسة دير سيميز( Monastère de Cimiez) الذي
بني في القرن التاسع مكتظة بالمصلين رغم المطر .. فاليوم أحد، والترانيم تسمع من خارجه، فانتظرت
في الخارج حتي انتهوا... أما صاحبي الاسترالي فانصرف، اذ كان انجيليا كأتباع الكنيسة الانجليزية
والبلاد المرتبطة بها.
كان المصلون نسيج عائلي من كل الأعمار يعدون للحاق بالقداس رغم المطر، فلما قُضِيَ
وقفوا يثرثرون ويسلمون في حميمية شعوب البحر المتوسط ، كان بعضهم يتحدث لغة لم
أفهمها ... علمت أن أهل البلدة الأصليين
المسمون النيسيون"Nicois"
يتحدثون لغتهم الخاصة (Nissart)
، وهي لغة خليط من الفرنسية والإيطالية ... تعجب أنها تدرس في مدارس المدينة بسبب
أهميتها اليهم
رسائل الي الكنيسة
من أقسام هذا الدير متحف قديم
للوثائق من القرن الخامس عشر ولوحات فنية قديمة، وقسم للرهبان الفرنسيسكان ( وهي رهبنة كاثوليكية، تنسب للقديس فرنسيس منذ القرن الثالث عشر،
وهي تسمح اضافة الي الرهبنة الرجالية
والنسائية برهبنة ثالثة تضم المدنيون، الذين يظلون في حياتهم العادية ويحق لهم
الزواج، علي أن يلزموا صلوات الرهبنة وتأملاته
قائمة محتويات الدير والكنيسة بالانجليزية
ثم للديرأيضا من بعد حديقته الكبيرة .. إطلالة بانوراميه على نيس وخليجها البديع المسمى بخليج الملائكة (Baie des Anges)
الكنيسة الأرثوذكسية في نيس:
اذا لم تكن رأيت كاتدرائيات روسيا الملونة الشهيرة ذات القباب البصلية الشكل، فهنا في نيس نسخة مصغرة من كاتدرائية المخلص بسان بطرسبرج وكاتدرائية باسيل الأشهر في الميدان الأحمر بالقرب من الكرملين وقد وافق الفرنسيون الكاثوليك علي اعطاء ترخيص لأكبر كاتدرائية أرثوذكسية في اوربا خارج روسيا بعد تدخل من والدة امبراطور روسيا، وذلك لتخدم العدد الكبير من النبلاء الروس الذين كانت نيس مشتاهم الأثير.
لم بكن الوصول الي مكانها سهلا اذ كان من شروط الترخيص الصعبة كذلك ألا تكون في الشوارع الرئيسية، وعندما وصلتها لم يكن التصوير في الداخل مسموحا أيضا، علي كل فهي تختلف عن باقي كنائس فرنسا، فقاعة الصلاة أصغر وبلا مقاعد، كما أنها تخلو من
التماثيل كعادة الأرثوذكس في ميلهم الي الأيقونات، كما يقول موقع الأنبا تكلاهيمانوت القبطي: (الكنيسة الكاثوليكية تستخدم التماثيل، أما كنيستنا فتكتفي بالأيقونات و لا تسمح بالتماثيل لكيلا يختلط الأمر على الشعب بين عبادة الأوثان)
*****
ختام:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق